روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
عليه وهي تغادر المكتب
_ الو يا راسل أنا نازلة أهو !
كور قبضة يده بقوة وهو يجز على أسنانه هامسا بأعين حمراء كالدم
_ امممممم راسل !!!!!
فتح علاء باب المنزل ودخل ليجد أمه تسرع إليه قائلة بانفعال
_ برن عليك إنت وابوك محدش بيرد عليا ليه !!
اجابها مستغربا من انفعالها
_ كنت في اجتماع ياماما وبابا كان معايا أنا جاي آخد حاجة وماشي تاني في إيه متعصبة كدا ليه !
............
_ الفصل الخامس والعشرون _
وفي ظرف لحظة واحدة تحول علاء من الهدوء إلى الجنون حيث اظلمت عيناه واصبح لونهم مريب لتسمعه امه يهتف بعدم استيعاب امتزج بشيء من السخرية
_ مش موجودة !!! امال راحت فين !
_ معرفش انا دخلت عليها الاوضة ملقتهاش وفضلت ادور عليها في البيت وبرضوا مش قاعدة
_ أنا نبهت عليها إن خروج مفيش بس شكلها مصممة تطلع اسوء ما فيا ماشي ياميار أما وريتك عقاپ كسر كلامي مبقاش أنا علاء
اقتربت منه أمه ترتب على كتفه بلطف لتهدأ قليلا من سخطه وتهمس بنبرة قلقة
مسح على وجهه وهو يترنح من شدة الانفعال ويتوعد لها بعقاپ لم تشهده طوال حياتها !! .....
كان زين يجلس في شرفة الغرفة وبيده كوب الشاي الصباحي الخاص به يتطلع إلى منظر البحر أمامه والنسمات الباردة تلفحه مع اشعة الشمس الدافئة تمنحه المزيد من الدفء والاستمتاع ولكنه شعر بها تستند بيدها على كتفه وتنحني إلى أذنه هامسة بعبث
الټفت برأسه لها وطالعها بشيء من الدهشة قائلا بعدم فهم
_ مش فاهم قصدك إيه
قبضت على يده وانهضته ثم جذبته للداخل واغلقت باب الشرفة قائلة بعبوس وخنق
_ أنا جهزتلك هدومك وأنا هدخل الحمام البس عشان نخرج وتفسحني أنا زهقت وعايزة اخرج
_ دي اوامر يعني !!
اماءت له برأسها في احتجاج فهتف هو باسما بلؤم
_ هقولك عشان خاطر ملاذك !!
_ طيب روحي البسي يلا
تراجعت للخلف ثم استدارت واتجهت نحو الحمام وهي تضحك بصوت مكتوم وبعد دقائق ليست بطويلة خرجت وهي ترتدي ملابسها الفضفاضة كعادتها وكان هو قد انتهي ويجلس بانتظارها ولكنه كان شارد الذهن يحملق في السقف بتفكير فتسللت له وجلست بجواره ثم نكزته بكتفها في كتفه هامسة بابتسامة عريضة
انتبه لها وقال بالنفي في نبرة عادية
_ لا ولا حاجة .. خلصتي
_ اممممم
_ طيب حابة تروحي فين
رفعت كتفيها لأعلى بجهل وقالت في رقة
_ أنا معرفش حاجة هنا فوديني إنت أي مكان على ذوقك .. إنت عارف أنا نفسي في إيه بس الحقيقة اخاڤ ما اقولك
طالعها بأعين متسائلة وبحيرة لتستكمل هي في تردد ونظرات بها بعض الخۏف من ردة فعله
_ نفسي انزل البحر واعوم !
رفع حاجبه مستنكرا طلبها ليجيبها بابتسامة صارمة قليلا
_ هنا لا أكيد لإننا مش هنكون وحدنا
هزت رأسها بالتفهم والموافقة في وجه يائس وعابس ليضحك
_ طيب ولو قولتلك هوديكي مكان احلى من البحر !
اشرق وجهها بسعادة غامرة وقالت بحماس
_ فين
زم شفتيه بابتسامة جذابة وهو يكمل همسه اللطيف
_ هو مش هنا
خالص بس أنا جالي اتصال الصبح إن في شغل ضروري ولازم اسافر فهنسافر بكرا بإذن الله وهناك هتشوفي المكان ده
ضيقت عيناها باستغراب وهي تجيبه بريبة
_ يعني مش هنرجع البيت
_ لا اخلص الشغل اللي ورايا ان شاء الله وبعدين هننزل على القاهرة علطول
التزمت الصمت وهي تتساءل في نفسها عن ذلك المكان الذي سيأخذها إليه وبينما هي منشغلة بالتفكير رأته يقف ويقول
_ يلا بقى ولا غيرتي رأيك ومش عايزة تطلعي !
_ لا طبعا عايزة !!
قالتها بضحك وهي تثب واقفة ثم انزلت النقاب على وجهها وانصرفوا .... !
ساعتان ومن ثم ثلاثة وأخيرا أربعة ومازالت لم تعد للمنزل الجميع عاد للمنزل معادا هي وكل من علاء وطاهر يحاولون الاتصال بها ولكنها لا تجيب .. كل منهم يجلس في ركن مختلف كان علاء يجلس على أحد المقاعد التي بجوار النافذة المطلة على الخارج بدا للجميع هادئا ومعالم وجهه ساكنة وجامدة وكأن غضبه منذ قليل تلاشي في ثانية ولكن الحقيقة أنه كان يكتمه بداخله ويجمعه حتى يطلقه كله بها حين تعود .
المزيد من الدقائق مرت حتى رآها تترجل من سيارة أجرة أمام المنزل وتقود خطواتها نحو الباب فابتسم بنظرات ڼارية ومرعبة ثم هب واقفا واتجه نحو الباب ليفتحه قبل أن تطرق فتقابل هي ابتسامته التي قذفت الړعب في قلبها ولم يمهلها لحظة حتى تتحدث حيث قبض على ذراعها بكامل العڼف وجذبها معه هامسا في نبرة غليظة
_ تعالي
طاهر بصوت