روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
مستفهمة فانزل هو الهاتف من على أذنه وقام بتشغيل مكبر الصوت ليسمع كليهما صوت مسعد الجاد
_ البيت اللي قاعد فيه اتحرق
غضن حاجبيه بدهشة وهتف بخشونة
_ لحظة يامسعد بيت مين ده اللي اتحرق !!!
_ اللي قتل مرات حضرتك ياكرم بيه
تبادل هو وحسن نظرة منصدمة ثم عاد يجيبه بصوت صلب
_ اتحرق
إزاي وهو عايش ولا لا
هتف حسن يتساءل باهتمام وتعجب
_ حصل امتى يامسعد الكلام ده !
استغرب الآخر قليلا عند سماعه لصوت حسن ولكنه اجابه بنفس نبرته السابقة
_ امبارح الفجر
اكمل حسن بغلظة
_ لا جثته بس اللي طلعت من البيت
مسح كرم على وجهه متأففا بخنق ثم هتف بشيء من الانزعاج
_ طيب يامسعد خلاص
انهي معه الاتصال ونظر لحسن الذي لاحت على شفتيه بشائر الابتسامة المندهشة والممتزجة بالتشفي ثم نظر له وقال باسما
_ هو ده افضل عقاپ كان يستحقه وربنا اداله جزائه اللي يستحقه في الدنيا
_ الصراحة مكنتش متوقع ابدا إن يحصل كدا .. أنا كنت لسا النهردا هبلغ عن مكانه وكان هيتعدم بما إنه هربان من السچن أصلا وعليه حكم أعدام فبمجرد ما يتمسك كان هيتنفذ عليه الحكم بس ربنا أخذه أخذة عزيز جبار منتقم
_ طيب بمناسبة الخبر الحلو ده بقى لازم نحتفل وباقي اليوم النهردا اجازة وهنمشي الموظفين
_ نمشي مين !! أنت عبيط يالا !!!! .. عارف لو زين كان موجود وسمعك بتقول كدا كان هيعمل فيك إيه
اطلق ضحكة مرتفعة واكمل مشاكسته قائلا
_ ماهو مش موجود فناخد راحتنا بقى .. بعدين خلاص القرار صدر أنا أساسا عايز امشي ومش طايق اقعد وإنت ........
رفع عيناه عن الأوراق وحدق بأخيه هاتفا بنبرة عادية
_ طيب ومتنساش تاخد معاك الملفات اللي محتاجة مراجعة وتظبطها زي ما اتفقنا
_ ربنا يهديكم
فتحت عيناها تدريجيا ببطء شديد وكانت الرؤية مشوشة في باديء الأمر حتى بدأت تتضح وأول شيء رأته كان هو حيث كان بجوارها على حافة الفراش وعيناه تحوم فيها إشارات الفزع .. سمعت همسه القلق إليها عندما رآها عادت لوعيها
_ ملاذ أنتي كويسة .. اخدك للدكتور !
_ أنا مكنش في نيتي اخبي عليك أنا لما شوفته قولت دي صدفة ومش هشوفه تاني فلموش لزمة اقولك واعمل مشكلة ملهاش لزمة لو كنت اعرف إن ده اللي هيحصل كنت قولتلك
فرت دموعها من عيناها لترفع اناملها وتجففهم مكملة حديثها بنبرة بائسة وتائهة
_ أنا لغاية دلوقتي بشوف في عينك نظرة عدم الثقة يازين بحسك مش واثق فيا ولسا بتفكر إني ممكن اخدعك أو اخونك .. وإنت قولتها بنفسك إنك مش بتثق فيا
دموعها نبرتها بؤسها جميعهم اصابوا الهدف تماما وغرسوا في يساره سهم حاد .. فاضعفته دموعها وندم على ماقاله في لحظة ڠضب لا تحسب لانت نظرته لها واصبحت ممتلئة بالدفء والاعتذار .. فأصدر تنهيدة حارة ومسك بكفها يملس عليه بلطف هامسا بأعين محبة
_ غلط ! أنا مشكيتش فيكي أنا كل ڠضبي كان بسبب إنك خبيتي وكدبتي عليا كنت أحب إنك تقوليلي مش تخبي عليا .. ومتاخديش على كلامي أنا كنت متعصب ومكنتش عارف أنا بقول إيه وزي ما إنتي محتاجة تحسي بثقتي فيكي أنا كمان محتاج ده ومحتاج احس بإنك بتعتبريني كل حاجة بنسبالك مش مجرد زوج في حجات كتير ناقصة بينا ياملاذ أنا مش هعرف اشرحهالك صدقيني
_ ارتاحي وكلي الأكل اللي جبتهولك وأنا هروح اصلي الضهر في المسجد وجاي
تابعته بوجه عابس وهو يستدير ويرحل وعقلها يطرح الاسئلة ما هو الناقص ! ماذا يقصد بالأشياء الناقصة بيننا !! وياترى ماذا على أن أفعل حتى اساعد معه في إكمال الناقص !! .. لا شك في أنها اخطأت حين ظنت بأن الوصول لذروة العشق سهلة ! فلن يصل للعشق الصادق إلا من مر بجميع تحدياته ووقف صاډما بوجه اعتى الرياح و الصعاب وليس هناك أصعب من التوغل لقلب رجل ناضج ومثقف .. وحتى تتمكني من الإلمام بجميع جوانبه عليكي أولا أن تلمسي أعمق نقطة