الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 144 من 197 صفحات

موقع أيام نيوز

أن يظهر ذلك المؤذي في حياتنا من جديد فيفسد كل مابنيته في الفترة السابقة اخشي أن يعود معي كالسابق .. أريد أن اشعر بعشقه لي واخاڤ كل الخۏف من خسارته اكره حياتي المدنسة بخطأ ارتكبته ولم ترحل آثاره حتى الآن ومازالت أحاول في تطهيره حتى أعيش معه بسلام وسعادة وحب بعدما ادركت حقيقة واحدة وهي إنني اعشقه بشدة 
انتفضت واقفة حين سمعت صوته وهو يطرق على الباب فاسرعت وفتحت صنبور الماء ونثرت القليل من الماء على وجهها حتى تمحي آثار دموعها وهتفت بارتباك بسيط 
_ أيوة يازين طالعة أهو لحظة !
اغلقت الصنبور وجففت وجهها بالمنشفة ثم القت نظرة فاحصة على نفسها في المرآة ووقفت أمام الباب تمسك

بالمقبض وتأخذ شهيقا طويلا وتزفره على مهل ثم ضغطت بيدها على المقبض لتفتح وتجذب الباب إليها فتراه يقف بانتظارها ويطالعها متعجبا وقلقا في نفس الوقت حيث استطرد 
_ إنتي كويسة ياملاذ !
هزت رأسها بإماءة خفيفة وتمتمت في صوت مبحوح وجسدها يرتجف ليس بردا ولكن من فرط توترها واضطراب نفسها الخائڤة 
_ كويسة الحمدلله أنا بس شكلي داخلة على دور برد لإني مش بتقل في اللبس
لاحظ ارتجافتها فتقوس وجهه بحزم وقال بشيء من الڠضب الممتزج باللين الذي يحمل نبرة الاهتمام 
_ أنا قولتلك مليون مرة البسي تقيل عشان متتعبيش لكن إنتي عنيدة
وفي لحظتها انحنى إليها وحملها على ذراعيه متجها بها نحو الفراش ووضعها عليه برفق شديد ثم سحب الغطاء عليها يدثرها به جيدا ويهمس في نبرة مهتمة 
_ اجبلك حاجة دافية عشان تدفي جسمك 
هزت رأسها بالرفض وقبضت على كفه تهتف متوسلة إياه بنظراتها 
_ لا تعالى جمبي بس ارجوك
طالت نظرته المستغربة من أفعالها لبرهة من الزمن ولكنه في النهاية لبى لها طلبها ومدد جسده على الفراش بجوارها ويشاركها في نفس الغطاء فاعتدلت هي في نومتها ناحيته واقتربت حتى وجدها تمسك بذراعه وترفعه لتنضم له واضعة رأسها على الواسع ولم تكن فعلتها إلا أنها زادت شكوكه وقلقه ليسألها بصلابة وترقب لردها 
_ ملاذ إنتي متأكدة إن محصلتش حاجة في الفرح !
نفت برأسها وهي تهزها بلطف ليتنهد هو بعدم حيلة مبتسما بحب ويهم الصمت بينهم لدقائق حتى رفعت هي رأسها لمقابلة وجهه وهمست بنظرة تائهة وبائسة 
_ زين هو إنت خلاص بقيت تثق فيا تاني 
ادهشه سؤالها قليلا فأمعن النظر في قسمات وجهها وعيناها الزرقاوتين بدفء ليأخذ نفسا عميقا ويجيبها بخفوت وحيرة 
_ مش عارف ياملاذ بس اللي اقدر اقولهولك إني ادركت إنك فعلا ندمانة وعايزة تصلحي غلطك وإني يعتبر خلاص سامحتك بس برضوا أنا حاسس إننا محتاجين وقت اطول عشان نفهم بعض فيه اكتر .. وحاليا أنا مش عايز اتسرع في أي حاجة وعايز ادي لحبنا فرصته كاملة عشان لما ناخد قرار نكون متأكدين منه
لمعت عيناها بوميض جديد حقا ولم يراه من قبل .. كانت لمعتها تخبره بشكل مباشر بعشقها له ولكنه رأى في نظرتها أيضا بعض الخۏف من الخسارة أو البعد 
خرجت له وهي تحمل بيدها صحن كبير ممتلىء بالفشار وتلتقط الحبات وتأكلهم وهي في طريقها إليه بينما هو فكان يشاهد التلفاز على إحدى قنوات كرة القدم فانضمت بجواره على الأريكة وهي تهز بكتفها لينظر لما بيدها فالټفت برأسه لها وابتسم ثم مد يده لصحن الفشار والتقط حبتين والقى بهم في فمه ثبتت نظرها على قناة التلفاز المملة وقالت برقة جميلة 
_ كرم ما تغير القناة وتجيب فيلم ړعب اجنبي
حدجها وقد ارتفع حاجبه وهدر بخشونة 
_ ړعب تاني !!!
كتمت ضحكتها عندما فهمت مقصده من أن الأفلام المرعبة هي السبب في فزعها وخۏفها ذلك اليوم عندما ظنت أن هناك شبح بالغرفة السفلية بالمنزل ولكنها دافعت عن نفسها ببراءة قائلة 
_ لا أنا بخاف لما أكون وحدي لكن طالما إنت هتتفرجه معايا عادي واساسا بمجرد ما انام واصحى الصبح هنسى أنا اتفرجت إيه !
لوى فمه بنفاذ صبر من عنادها ثم امسك بجهاز التحكم ووجه نحو التلفاز هاتفا بهدوء 
_ ماشي ياشفق لما نشوف
اتسعت ابتسامتها وجلست بإرياحية أكثر على الأريكة وبدأت تشاهد الفيلم معه وكعادة الأفلام الاجنبية كان الفيلم في بدايته هادئا بعض الشيء لا يوجد أي شيء مرعب ولكن مع مرور نصفه بدأت المشاهد المرعبة تظهر وكان هو قد اندمج في المشاهدة فلم ينتبه لها مطلقا وهي تخفي عيناها بكف يدها وتوسع بين أصابعها قليلا جدا حتى ترى شيء بسيط من شاشة التلفاز وحين يظهر وجه الشبح تضم أصابعها بقوة وتحجب الرؤية تماما واستمر وضعها على هذا النحو حتى انتهى الفيلم .. رأته يتثاوب ويقول بعينان يغلب عليها النعاس 
_ أنا هروح أنام .. هتنامي 
بالطبع لن تبقى بمفردها في المنزل بعد كم المشاهد المرعبة التي شاهدتها للتو !! .. هبت واقفة وقالت بإيجاب 
_ آه هشرب وآجي وراك
ذهب هو للغرفة وبعد أقل من دقيقتين انضمت بجواره في الفراش وتدثرت بالغطاء جيدا فمد هو يده
143  144  145 

انت في الصفحة 144 من 197 صفحات