روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
الباب من الداخل وخرج وإذا بها تصدر صړخة مرتفعة من أثر هلعها حين رأته وانتفضت في أرضها نفضا من الړعب !! .
فزع هو الآخر من هلعها العجيب هاتفا بحيرة
_ في إيه مالك ياشفق !!!
_ حرام عليك قلبي كان هيقف والله من الخضة والخۏف
_ إنتي بتترعشي !! .. حصل إيه للخوف ده
_ مش قادرة اوقف على رجلي بجد ياكرم !
اجلسها على أقرب مقعد منهم ثم اتجه للمطبخ وجلب كوب ماء وعاد لها يناولها إياه لتشربه عي دفعة واحدة ويدها الأخرى تضعها على قلبها الذي ينبض بقوة .. انزلت الكوب عن فمها وقالت بخنق
_ حاضر .. بس فهميني إيه اللي حصل !
أخذت نفسا عميقا ولا زالت نبضات قلبها متسارعة وقالت وهي تسرد عليه لحظات خۏفها الطفولية
_ صحيت من النوم ولقيت الأوضة مفهاش منفس نور حتى والباب مقفول وأنا كنت نايمة قدام التلفزيون هنا فاټخضيت إني جيت هنا إزاي وقولت إن إنت جيت ولقيتني نايمة برا فودتني الأوضة فضلت انده عليك ومردتش عليا ولما طلعت دورت عليك ملقتكش برضوا بس سمعت اصوات جاية من البادروم وأنا أساسا بخاف منها الأماكن دي ومن ساعة ما جيت البيت مقربتش منه ولا فكرت افتحه ولما سمعت اصوات منه افتكرت في عفاريت فاټرعبت .. لأن دايما بسمع في الأفلام الړعب إن الباردوم ده بيبقى مسكون بالأشباح
_ بتتريق عليا !!!
كتم ضحكته بصعوبة وقال وهو يحاول
التحدث بجدية حتى لا يغضبها
_ لا مش قصدي بس أشباح إيه دي اللي هتبقى في البيت ياشفق وبعدين واحدة زيك بتترعب بالشكل الفظيع ده بتتفرج على أفلام ړعب أساسا ليه !!
_ بحب اتفرج عليه !
أصدر ضحكة رجولية متأججة مجددا وسرعان ما كتمها عندما رأى نظرتها الڼارية والمغتاظة
_ شايف قلبي بينبض إزاي عشان بتضحك وتتريق عليا !!
_ أناااااا .. أنا رايحة الأوضة
وفي ظرف لحظة فرت من أمامه شبه راكضة إلى غرفتها وهي لا تكف عن توبيخ نفسها الحمقاء وتعنفها تعنيفا شديدا .. وبمجرد ما إن خلت بنفسها في الغرفة وأغلقت الباب هتفت بخجل شديد وغيظ
ارتجف جسدها فزعا عندما سمعت طرق الباب وصوته وهو يهتف بنبرة بها شيء من الارتباك البسيط
_ شفق أنا هطلع أجيب حاجة من برا وراجع
كلمة واحدة كان يجب عليها أن تجيبه بها ولكنها فرت من لسانها وتلعثمت كطفل يتعلم التكلم فخرجت الكلمة من بين شفتيها متلقلقة
رفع هو كفه لعنقه يفركه كدليل على توتره ثم اطلق زفيرا حارا واستدار وانصرف .. فهرولت هي ناحية الفراش والقت نفسها على وجهها وهو تردد
_ أنا متخلفة ومش محترمة !
كان حسن يتحدث بالهاتف في حديقة المنزل وكان حديثه هادئا تماما ليس به أي شيء من ضجر أو خنق وانهي المكالمة بجملته الأخيرة
_ طيب يامسعد أنا هبقى اقول لكرم .. إنت خلي عينك عليه بس وإياك يفلت منك
أنزل الهاتف من على أذنه وهو يثبت نظره على أمه المندفعة نحوه كالسهم وعيناها لا تبشر بخير حتى معالم وجهها ولم يبذل جهد ليتساءل ويفكر فيما يغضبها لهذا الحد .. بالطبع علمت بأمر طلاقه وهو ويسر في صباح اليوم .. انتظر حتى وقفت أمامه وافرغت به شحنة ڠضبها وهي تقول
_ طلقت يسر ياحسن !!!
أخذ شهيقا طويلا وأخرجه زفيرا متمهلا وهو يجيبها بعدم حيلة
_ حاولت اعتذرلها ياماما واخليها ترجع معايا بس كانت مصممة على قرارها
صاحت هدى بعصبية من إهماله وعدم تحمله لمسئولية أي شيء
_ وهي عشان طلبت منك الطلاق تطلقها فورا .. طبيعي لما يكون في مشكلة بينكم متوافقش ترجع معاك من أول مرة وأول اعتذار أنا مبقتش فهماك !!
حتى هو بات لا يفهم نفسه أهو سعيد لأنه تخلص من بلائه ! أم حزين ويشعر بالذنب لما سببه لها من ألم وعلى مۏت طفله الذي كان هو السبب في قټله .. ولكن هناك مشاعر متضاربة ومختلفة بداخله لا تجعله بخير مطلقا وتسبب له الإرهاق النفسي ! .
حسن بعصبية مماثلة لها دون أن ترتفع نبرة صوته عليها
_ والمفروض أعمل إيه اغصبها تعيش معايا مثلا .. يسر مبقتش طيقاني ياماما ولا بتحبني ومش عايزاني احنا وصلنا لآخر الطريق خلاص
لا تصدقه وقد سكنت شكوكها في الأعماق واصبحت متيقنة أن هناك أمر كانوا يخفونه عنهم جميعا ومازالوا يخفوه فهذا ليس ابنها الذي يتمسك بأي شيء يحبه ولا يتركه حتى لو سيموت وهو متسمك به تخليه عنها بهذا السهولة يثبت لها حقيقة واحدة وأنه لم يكن يحبها أو معجب بها حتى