روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
يتطلع إليها أن تغلق الآلة التي تصدر صوت مرتفع وتشوش على سمعه ففعلت امتثالا لأمره وأخذت تتابعه وهو يتحدث في الهاتف وكان يبدو أن محور حديثه عن شيء خاص بالعمل وحين انتهى من المكالمة الهاتفية عادت هي تعيد تشغيل الآلة وتكمل تجفيف شعرها ! .
مسح زين على وجهه مصدرا زفيرا مخټنقا من أمور العمل التي لا تنتهي كانت ترتدي بنطال رياضي مطاطي يصل ألى عضلة الساق وتيشيرت ضيق قليلا .. لأول مرة يراها ترتدي هكذا أمامه ولكن يجب عليه الاعتراف أنها اعجبته بشدة !
أجابها بكامل الهدوء
_ اممم نعم !
ضيقت عيناها باستغراب من رده .. ثم عادت ترسم علامات التساؤل على محياها وهي تسأله بابتسامة مرتبكة
_ في إيه !
فهم ماتقصده بسؤالها وفكر بأن يتصنع عدم الفهم حيث قطب حاجبه وتمتم يعيد نفس سؤالها ببلاهة
_ في إيه !!!
ضحكت بخفة وقالت بنعومة باسمة
_ أنا اللي بسألك على فكرة !!
_ أهاا إنتي قصدك على ال .... لا مفيش حاجة بتفرج مش اكتر
ابعدت نظرها عنه مانعة شفتيها من أن تفتر عن ابتسامة خجلة وفكرت بأن تغير مجرى حديثهم حتى تنهي هذه الوضع المحرج .
ملاذ بنبرة مهتمة
_ ميار هتتجوز علاء النهردا !
اختفت ابتسامته وحل محلها الضجر و
_ متفكرنيش بيها أنا كل ما بفتكر اللي حصل بتعفرت .. العيب مش عليها العيب على جدتي اللي سابتلها السايب في السايب .. أنا هروح احضر كتب الكتاب بليل بالعافية عند عمي
تنهدت بأسى
_ رغم إني مكنتش بطيقها ولا بحبها بس اشفقت عليها بجد هي ضيعت نفسها باللي عملته ده .. ربنا يهديها وتعرف غلطها وتتوب
_ عارفة وأنا عشان كدا بدعيلها ربنا يهديها وترجع لربها وتطلب منه المغفرة متعصبش نفسك وهي هتتجوز وأنا حاسة إن ابن عمك ده هيعاقبها على غلطها كويس أوي
سحب يده من بين يديها بهدوء وقال بنبرة جادة
_ أنا مسافر بكرا !
ملاذ بدهشة
_ خطوبة واحد من الأصدقاء وهتكون في مرسى مطروح أنا مكنتش هروح لإني مبحبش جو الأفراح والاغاني والكلام ده بس هو أصر اروح ولو مروحتش هيزعل مني فأنا مضطر اروح هباركله وارجع في نفس اليوم
وقالت بتذمر وغيظ
_ وعايز تروح مرسى من غيري !!
ابتسم باستنكار غمغم يوضح لها ببساطة أشد
_ هرجع في نفس اليوم ياملاذ أنا مش رايح اتفسح أنا أساسا معايا شغل
_ لا ماهو أنا هروح معاك وناخد يومين هناك نتفسح إيه رأيك !
_ إنتي سمعتي آخر حاجة قولتها !!
لم تهتم لما يقوله فلا يهمها لديه عمل أو ماشابه الأهم أن تذهب معه في نزهة جميلة لأول مرة حيث قالت قائلة
_ متبقاش كئيب بقى يازين لو على الشغل فحسن وكرم موجودين مفهاش حاجة لما تريح دماغك شوية من ضغط الشغل بليز خدني معاك ومش هتندم صدقني ده أنا هفرفشك آخر فرفشة والله
لمعت في عقله فورا الأفكار
المنحرفة كأغلبية الرجال حيث أجابها مبتسما بلؤم
_ هتفرفشيني إزاي يعني !!
لم تلاحظ نظرته اللئيمة من فرط حماسه حيث أكملت مشاكستها وهي تهتف
_ ليا طرقي وأنا فرفوشة أوي عندما يتطلب الأمر فرفشة وضحك وهزار ببقى عسل أوي هعجبك يعني
استرسلت حديثها تترجاه بإلحاح شديد
_ بليز وافق هو يومين بس .. بليز !
كانت رفيف على إحدى طاولات المطعم في الهواء الطلق تأخذ استراحة صغيرة من العمل وبيدها كوب القهوة خاصتها وتتفحص هاتفها باستمتاع على أحد وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك وبين كل دقيقة والأخرى يمر عليها شيء فتضحك بصوت منخفض حتى لا يصل صوتها لأحد العمال وبينما هي مندمجة مع هاتفها وجدت إسلام يجلس أمامها وهو أيضا بيده القهوة خاصته ويقول بكامل اللطف
_ حمدلله على سلامتك
رفعت نظرها له وتركت الهاتف من يدها لتجيبه بإحراج بسيط
_ الله يسلمك
_ بقيتي كويسة دلوقتي !
_ آه الحمدلله هو كان دور برد شديد شوية والحمدلله بقيت احسن بكتير دلوقتي
ردد خلفها الحمدلله في ابتسامة صافية ثم بدأ يرتشف من فنجان القهوة خاصته وهو يتابع حركات العمال وتارة يشير لأحدهم بحدة بأن يقوم بهذا العمل بطريقة معينة وبدقة حتى لا يفسده وهي تحاول أن لا تختلس النظر إليها ولكن عيناها ترفض الخضوع فهو لديه شعر أسود جميل وناعم بقصة رجالية رائعة وعينان بندقتين مع بشړة قمحية مغرية ولحية حفيفة وقسمات وجه تنضج بالقوة والرجولة وحاجبيه الكثيفان يعطياه لمسة رجولية كلها جمال ! .
اجفلت نظرها عنه بصعوبة وهي ټلعن نفسها الحمقاء وتحاول الانشغال بهاتفها حتى تصرف نظرها عنه وبعد دقيقتين بالضبط سمعته يقول بخفوت
_ ممكن اسألك سؤال !
من فرط توترها لم ترفع نظرها عن الهاتف حتى وقالت