الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

انت في الصفحة 127 من 197 صفحات

موقع أيام نيوز

الاستفزاز حيث أجابه بعدم مبالاة لتهديداته 
_ تؤتؤ طاب وليه الغلط بس يا ابن الأكابر
لمعت عيني كرم بوميض تمكن أن يبعث القليل من الخۏف إلى نفسه وخرج صوته يقارب إلى فحيح الأفعى وبنظرة أشبه بنظرة سڤاح 
_ فكني بس وشوف ابن الأكابر ده هيعمل فيك إيه
لم يبالي للمرة للثانية وتصنع عدم التأثر بنظرته ونبرته .. هب واقفا 
_ إيه رأيك تتفرج على العرض بنفسك المرة دي أصل المرة اللي فاتت فاتك
مالت شفق للجاني تتفادي اقترابه منها وهي تجفل نظرها أرضا وتغمض عيناها تاركة العنان لدموعها .. خرج من كرم صوت جهوري نفضها هي في مقعدها 
_ أبعد عنها
أحب أن يستمتع بغضبه وجموحه أكثر ليقول وهو ينظر لشفق قائلا بنظرة لم يفمها سوى بنى جنسه 
_ وأبعد ليه دي حتى أحلى من الأولى وعجباني أوي
عيناه كانت بها نظرات وماكرة وصلت لكرم فورا وقوله الأولى كان من الواضح أنه يقصد زوجته التي قټلها فهيج عواصفه ليصيح منذرا دون أي تهاون 
_ هاخد روحك بإيدي يا
ابتسم بلؤم ثم مد يده إلى وجنتها يتعمد فعل ذلك أمامه حتى أكثر ولكنها بمجرد ما أن شعرت يده القڈرة على وجنتها حركت رأسها وغرزت أسنانها پعنف في كفه ليسحب يده مسرعا پتألم ويهدر ضاحكا بتلذذ ليظهر عن أسنان صفراء مقززة تثير الاشمئزاز في نفس أي شخص 
_ اشطا أنا بحب القطط الشرسة ولسا فاكر اللي عملتيه في المقاپر


بينما كرم فلم يتوقف عن الحك في المسمار حتى ذابت غلظة الحبال قليلا ولن يتبقى سوى القليل حتى يتحرر ويطلق عنان انتقامه على ذلك الوغد .
_ يا أما قطعتلك إيدك ال دي مبقاش أنا كرم العمايري
_ مۏته مش هيفدنا بحاجة .. لما تموته إنت كدا هتريحه
_ أنا جنبك ياشفق اهدى خلاص هاخدلك حقك إنتي وأروى منه
سمع همسها الضعيف الذي وصل لأذنيه فقط من فرط انخفاضه وهي تترجاه پبكاء 
أنا مش هقدر اخسرك
رتب حسن على كتفه أخيه هاتفا بخشونة 
_ وديها البيت ياكرم وأنا هقعد مع ال ومسعد جاي دلوقتي
كانت تتحرك ببطء وغير متوازية كشخص لا يقوى على الوقوف احس هو بذلك من خلال طريقة سيرها ليحدجها مبتسما يبث لنفسها الآمان مجددا وانحنى بحزعة للأمام حاملا إياها على ذراعيه فتعلقت برقبته ودفنت وجهها بين ثنايا مغمضة عيناها بنفس مطمئنة لا تحمل أي خوف وهو يسير بها في اتجاه السيارة واجلسها في المقعد المجاور له برفق ثم اغلق الباب والټفت من الجهة الأخرى ليستقل في مقعده المخصص للقيادة وينطلق بها إلى منزل أبيه حيثما توجد أمه وشقيقته وجدته ! ....
فتحت شفق باب السيارة وكانت على وشك النزول في كامل اللطف وهو يحدجها بابتسامته المألوفة ولأول مرة تقلق حياله واثبت لها أن لديه جانب مظلم حقا من مجرد نظرات وكلمات وكلما تتذكر معالم وجهه المرعبة تسري في نفسها مشاعر متضاربة من بين الاضطراب والدهشة من أنها كانت لا تتوقع أن يكون بكل هذا الۏحشية فكان سيقتله بالفعل مخټنقا لولا أخيه الذي لحق به .. الألفاظ البذيئة التي نطق بها ! عليها أن تعترف أنها من فرط ما رأت من رقته وحنانه وخجله ظنته أنه لا يعرف حتى كيف يسب ! واليوم هي اكتشفت جانبا مختلفا تماما من شخصيته وسيسبب لها الدهشة لفترة طويلة وكلما تتذكره ستنذهل كأنها المرة الأولى إن كان كذلك فقط وهو مكبل فماذا سيفعل به حين يعود لأخيه !! .
فتوقفت هي قبل أن يصلوا لباب المنزل وقالت بترقب 
_ إنت هترجع لحسن مش كدا
_ اوعدني زي ما وعدت سيف إنك هتحميني وتحافظ عليا .. اوعدني ياكرم إنك متقتلهوش متحرمنيش منك إنت كمان صدقني مش هقدر استحمل اعيش في حياة مفيهاش حد من اللي بحبهم
طالت نظراته إليها كانت كلماتها اعترافا غير مباشر بعشقها له وتحمل جميع معانى الحب والملاذ والمأمن فكان صامتا تماما يخشى أن يعدها بشيء ويخنث وعده إذا فقد جنونه ليجدها تهتف تحثه على التكلم بنظراتها المنكسرة والمحتاجة لوجوده 
_ اوعدني !
تنهد بعدم حيلة وتمتم في خفوت مذعنا لرغبتها 
_ أوعدك ياشفق
لاحت بشائر الابتسامة على صفحة وجهها مع دموعها التي انهمرت من بين جفنيها 
_ البسيها كويس عشان ممكن يكون زين موجود جوا
وتصيبها الدهشة فور رؤيتها لأبنها الذي في حالة مزرية هو وزوجته وهتفت بهلع 
_ كرم حصل إيه يابني معاكم 
دخل وجاب بنظره في المنزل ليرى عمه وعلاء وأخيه وجدته أيضا والجميع مجتمعين فيما عدا ميار ثم عاد بنظره إلى أمه وقال 
_ خدي شفق ياماما فوق وخليها ترتاح وتاكل حاجة لغاية ما آجى
سمع صوت عمه المهتم 
_ ليه منظرك كدا يابني حصل إيه معاكم 
_ مفيش حاجة ياعمي احنا كويسين لما ارجع هقولكم كل حاجة
ثم استدار ورحل مجددا وسط نظرات زين المتساءلة في حيرة وشك بأنه يخفى شيئا .. استقام واقفا ولحق بأخيه مهرولا ولكنه فوته حيث استقل كرم بسيارته
126  127  128 

انت في الصفحة 127 من 197 صفحات