روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
وهو يحملق في السقف بسكون وأسى .
ندم !! أجل ندم أشد الندم لأنه طلب منها إجهاضه ليته لم يفعل كل هذا معها بالأمس فبعد تفكير عميق أحس بأنه قد يكون شيئا جميلا أن يكون لديه طفل بغض النظر عن من هي أمه ولكنه سيظل طفله وحين تراجع وقرر إخبارها كان الآوان قد فات والقطر حمل معه طفله وذهب بعيدا دون رجعة ! .
حاول النوم ولكن عيناه أبت أن تذيقه الراحة وكان يخطف دقائق صغيرة من النوم ويستيقظ مجددا حتى اصبحت الساعة 9 صباحا فهب واقفا من فراشه واتجه للحمام ليأخذ حماما باردا ودقائق قليلة سمع صوت باب المنزل يفتح فأغلق صنبور الماء فورا وارتدي بنطاله على عجالة وخرج من الحمام متجها نحو الباب ليجدها تنزع حذائها عنها وغير مكترثة له بتاتا فيهتف في انفعال حقيقي ممزوج بالاهتمام
وكأنه نكرة لم تعيره اهتمام انتهت من نزع حذائها وقادت خطواتها نحو غرفتها بصعوبة من فرط تعبها
_ أنا بكلمك ردي عليا نزلتيه ليه من غير ماتقوليلي !
ثم اكملت سيرها نحو غرفتها وهي تهتف بازدراء وألم دفين
منزلتهوش هسقطك أنا اديني ريحتك خالص منه وهريحك مني كمان
هتف في عصبية وعڼف
_ وأنا غيرت رأي وكنت عايزه
وصلت لغرفتها وفتحت الباب ثم دخلت والتفتت له هامسة في وجه محتقن بالډماء ونبرة لا تحمل أي لطف أو حب
كانت تتصنع الثبات والقوة أمامه وهي تتشوق للحظة التي ستنفرد بها مع نفسها لتدخل في نوبة بكائها العڼيفة التي لم تتوقف من الأمس أما هو فقد نجحت في اسكاته تماما بما قالته واحس بالخزي من نفسه حقا ولكن تحولت قسمات وجهه إلى استغراب وهو يراها تفتح الخزانة وتخرج حقيبة الملابس وتبدأ في وضع ملابسها بها فيهتف في ريبة حقيقية
أجابت بكامل الجفاء
_ راجعة بيت أهلي وقبل ما امشي هتطلقني عشان يبقى كل حاجة انتهت ومفيش مجال للعودة تاني
طلاق !!! هل حقا هي التي تطلب منه الطلاق ! وماذا عن جنون عشقها له هل اصبحت تبغضه الآن ! .. استغرق لحظات وهو يتطلع لها مدهوشا حتى تحدث بحيرة
_ اطلقك ! هو احنا مش متفقين إننا هنطلق بس لما يعدي فترة طويلة شوية على جوازنا
_ أنا متفقتش على حاجة زي كدا أبدا معاك ودلوقتي بقولك طلقني ياحسن لأن أنا اللي مبقتش طيقاك خلاص مش إنت أنا عايزاك ترمي عليا يمين الطلاق دلوقتي
أنا أحلم بالتأكيد هذا حلم فهذه ليست يسر أبدا كان يهمس لنفسه هكذا وهو يتطلع لها مصډوما من انفعالها وما تطلبه بجدية تامة لا تحمل مزح مطلقا ولوهلة أحس بأنه لا يستطيع نطقها وأن يقول لها إنت طالق فهيمن السكوت بينهم لثوان حتى قال بابتسامة تحمل عدم الاستيعاب لما يحدث
بادلته الابتسامة ولكنها كانت ابتسامة مستهزئة وكلها نقم حيث قالت بانفطار قلب
_ الحاجة الوحيدة اللي ندمانة عليها وهفضل اندم عليها طول حياتي إني حبيتك واتجوزتك وسمحتلك تلمسني
تلقت الرد منه بالصمت دون أن يتفوه ببنت شفة فعادت مجددا لحقيبتها ووضعت آخر القطع ثم اغلقتها وانزلتها على الأرض بحرص شديد وبطء بسبب الامها وتعبها ووقفت أمامه هاتفة بشموخ
_ طلقني !
أخذ يتطلع إليها پصدمة وهو لا يصدقة نظراتها ونبرتها المختلفة التي لا تثبت له سوى شيء واحد وهو أنها اصبحت تبغضه بالفعل !
_ بقولك طلقني إنت مبتفهمش مبقتش عايزاك خلاص ولا طيقاك
اتاها صوته الرجولي الغليظ وهو يهز رأسه بالنفي مغمغما
_ مش هطلقك يايسر
احست بأنها ستفقد زمام دموعها وستتحول أمامه إلى الحقيقة التي تحاول اخفائها عنه وهي أنها اضعف مما يظن ففضلت أن تذهب الآن بسرعة وقالت قبل أن تستدير وترحل
_ هتطلقني ياحسن وإلا هرفع عليك قضية وسعتها هتطلقني بالقانون ڠصب عنك أنا دلوقتي همشي لإني مش قادرة اشوفك قدامي اكتر من كدا وهستني ورقة طلاقي تجيني فاهم
ثم استدارت وانصرفت وهي تقاوم الآمها التي تمنعها من المشي بطبيعية وبمجرد ما أن رآها سائق السيارة ترجل وحمل منها الحقيبة ووضعها في السيارة بالخلف واستقلت هي بالمقعد الخلفي وتحركت بها السيارة وهي تعلق نظرها على المنزل پألم ېمزق قلبها ودموعها تنهمر على وجنتيها