روايه نذير شؤم بقلم الكاتبه ناهد خالد
الأوانى اعتدل فى جلسته باستغراب فوجدها تهتف بحماس
حظك حلو أنا بقى عامله النهارده شوية ملوخيه ورز وفراخ هتاكل صوابعك وراهم وجبتلك عيش كمان لو عاوز .
قطب حاجبيه باستغراب متسائلا
فين القهوه
نظرت له ببراءه وقالت
بعد الأكل يا يوسف .
التمعت عيناه بنظره خاصه حين نطقت باسمه مجردا من لقب دكتور لأول مره وجد نفسه يبتسم وهو يتابعها بعينيه وهى تكمل فرد الطعام ووضعه أمامه فى طبق مخصص له لكنها توقفت فجأه حين أدركت ما قالته سهوا فنظرت له لتجده يتابعها بعينيه فهتفت بحرج
ابتسم بهدوء يقول
ياريت متخديش بالك على طول ..
نظرت له ببلاهه وهى تردد
ها !
ضحك بخفوت وهو يقول
ها ايه بس ! بصى بلاش دكتور دى غير لما نكون فى وقت العياده غير كده قوليلى يا يوسف عادى .
حمحمت بخجل وهى تضع الملعقه أمامه وقالت
دوق بقى وقولى رأيك .
نظر للأطباق أمامه
فوجدها وضعت الأرز والدجاج فى طبق وطبق صغير وضعت فيه الحساء الأخضر ذم شفتيه برفض وهو يقول
هو أنت مالك حطتيلى الأكل فى طباق لوحدى زي الكلب كده ليه !
ردت سريعا بتبرير
لا والله مش قصدى أنا بس قولت عشان تاخد راحتك .
التقط طبق الحساء وأعاده للطبق الرئيسى مره أخرى ثم وقف وهو يقول
تعالى نقعد على الكنبه أحسن .
بدأو فى تناول الطعام فهمهم يوسف بلذه وهو يقول
الله ايه الملوخيه دى طعمها حلو اوى ..
ابتسمت وهى ترد عليه
مسكره .
نظر لها بعدم فهم فأوضحت
لما بتبقى الملوخيه طعمه بيقولوا عليها دى مسكره .
ابتسم بإيجاب
قال الأخيره بخفوت وهو يعود للطعام مره أخرى ...
مرت دقائق حتى انتهى من الطعام وأنهى عليه ! لم يتوقع أنه سيأكل بكل هذا القدر فردد بحرج
معلش بقى خلصتلك الأكل وأنت مكلتيش غير حاجه بسيطه أصلا!
بادلته الإبتسامه وهى تقول
نفى برأسه وهو يتنهد بحزن
لأ وأنا مكنتش عامل إضراب ولا حاجه أنا بس مكنش ليا نفس .
لملمت الأطباق وخرجت لتعد القهوه .. ثوان وعادت لتجده واقفا فى الشرفه فاتجهت له ووقفت بجانبه واضعه القهوه على السور تنهدت وهى تنظر للأمام ثم قالت
أفضل من حالى يا يوسف .
ألمه قلبه عليها من حديثها وتخيله لحالتها بالطبع حالته أفضل بكثير هتف بتأثر
متجوزتيش ليه وليه الناس كانت بتبعد عنك
كادت تجيبه لكن قاطعها صوت هاتفه أخرجه من جيبه ليجد أخيه إبراهيم ..
السلام عليكم .
قطب حاجبيه بضيق وهو يقول
أنت بتقول ايه يا إبراهيم طب هى كويسه
صمتت قليلا ومن تقف أمامه يتآكلها القلق ..
لا حول ولا قوة إلا بالله طب ومحمد عامل ايه
خلاص طيب أنا جاى .
أغلق المكالمه فسألته نواره باستفسار قلق
فى ايه
تنهد بحزن وهو يقول
يمنى كانت حامل وسقطت .
شهقت بحزن وهى تقول
هى مكنتش تعرف أنها حامل
لأ ملحقتش إبراهيم بيقول كانت حامل فى 3 أسابيع وأنت عارفه الأسبوع اللى فات محدش ارتاح .
غمغمت بحزن
ربنا يعوض عليها .
يارب هضطر امشى بقى هروحلهم المستشفى .
تسائلت باستغراب
هم مجاوش ليك ليه
يمنى كانت عند أهلها عشان والدها تعبان ولما تعبت اتصلت بمحمد راحلها .
طب ابقى طمنى .
نظر لها قليلا ثم قال
ماتيجى معايا أنتوا مش بقيتوا صحاب فى الفتره الأخيره .
ايوه .
دلف للداخل وهو يقول
خلاص يلا .
فى اليوم التالى عصرا ...
دلفت بعد خروج الحاله وهى تقول
دكتور يوسف فى حالة ولاده بره .
وقف سريعا وهو يقول
دخليها هى الأول اكشف عليها ولو لازم تولد دلوقت أجلى باقى الكشوفات .
خرجت وفعلت كما طلب منها ودلفت الحاله ومعها زوجها وبعد دقائق طلب يوسف نواره فدلفت وهى تقول
نعم يا دكتور
المدام قدامها شويه خديها تستريح فى الأوضه التانيه ودخلى باقى الكشوفات ..
بعد ساعه كامله كان قد انتهى من الكشوفات فدلفت له نواره
خلاص الكشوفات خلصت مبقاش غير الست الى هتولد .
استند على ظهر الكرسى بارهاق وهو يقول
كويس ..هو فين الأكل يا نواره
قطبت حاجبيها باستغراب متسائله
أكل ايه
قطب هو الآخر حاجبيه بضيق وقال
هو أنت متبخطيش النهارده
لا طبخت كنت عامله مسقعه .
نظر لها شرازا وهو يقول
طب ماتخلى عندك شوية إحساس شايفانى بقالى 3 ساعات شغال والعياده زحمه النهارده ولسه هقعد لحد ما المدام الى جوه تفرجها علينا يعنى غذينى لأقع منك وتشيلى ذنبى .
ضحكت بشده على حديثه ونظراته لها فطالعها بابتسامه وهو يشعر بقلبه يرقص طربا على صوت ضحكتها التى يستمع لها لأول مره ..
انتبهت لنظراته لها فتنحنحت بخجل وقالت
هنزل اجيبلك أكل ....
وقد كان ولأكثر من عشرة أيام الآن اعتادت أن تصنع الطعام لها وله حتى أصبح لا يأكل فى بيته أساسا ..وذات يوم وهو يجلس معها بعدما جلبت له الطعام قال
أنا شكلى اتعودت على أكلك ولا ايه ! مبقتش أعرف أكل غيره .
ابتسمت له بلطف
بالهنا والشفا هطلع أطلع الأطباق واجى .
خرجت من باب الشقه تنوى الصعود لأعلى لكن توقفت حين وجدت الصبى بليه يصعد الدرج سريعا وهو يلتقط نفسه بصعوبه
فى ايه يا بليه
رد بسرعه
عمرو تعبان اوى وقاطع النفس ..
عمرو ابن ابراهيم
أنهى حديثه وركض ليوسف سريعا ..
وقفت تنظر لأثره بړعب وعقلها يردد حتى الطفل الصغير لم يسلم من أذاها !! لقد تأكدت الآن أنها السبب لا يمكن لهذه العائله أن تصاب بكل هذه المصائب فجأه وتباعا ! لولا تعرفهم عليها لم حدث كل هذا ...
هكذا ردد عقلها ولم تضع فى الحسبان أن المصائب لا تأتى فرادى كالجواسيس بل سرايا كالجيوش .. ويليام شكسبير .
يتبع
نذي ر ش ؤم
الفصل السادس
عرض زواج
جلست بجوار زينب التى تبكى بفزع على فلذة كبدها الذى أصطحبه عمه ووالده للمستشفى رافضين قدومها ظلت نواره بجوارها تحاول تهدئتها ولكن بالطبع فشلت فقلب الأخرى يتلوى قلقا على ابنها من أن يصيبه مكروه ..
هتفت سمر پبكاء
طيب هو ايه الى حصله
ضړبت زينب بيدها على فخذها پعنف وهى تقول پبكاء مستمر
معرفش ..جه من المدرسه وكان كويس قعد نص ساعه يدوب كل وقالى أنا عاوز أنام ..نام لحد المغرب ولما استغيبته دخلت اصحيه لقيت وشه محمر زى الكبده ونفسه مقطوع ومبيردش عليا .
وصمت الجميع وصمتت نواره وهى تنظر لحالة زينب التى وصلت لها بسببها وحالة سمر هى الأخرى التى لم تخرج من حزن كانت هى السبب به وهل هى السبب ! بالطبع هى السبب ..ۏفاة والدته ومۏت جنين أخيه والآن ابن أخيه اولآخر فى علم الغيب كل هذا تباعا وتتسائل إن كانت هى السبب أم لا على كل حال ليست مرتها الأولى فأحد من خطبت لهم توفت والدته بمجرد تعرفه عليها لذا فالأجابه واضحه لقد حطت لعڼتها على هذه العائله ...و أصبحت هى نذي ر ش ؤم وعن جداره .
لوت فمها بسخريه من جملتها الأخيره التى أتت فى عقلها هربت من منطقتها من أجل هذه الجمله التى نعتت نفسها بها الآن ..
انتفضت على انتفاض زينب راكضه تجاه
الباب وهى تهتف لإبراهيم الحامل ابنه
ابنى يا إبراهيم هو كويس بالله عليك قول أنه كويس .
طمئنها يوسف الذى دلف للتو وهو يقول
اطمنى يا زينب ..عمرو كويس هو بس كان عنده حساسيه شديده لأنه كل حاجه هو بيتحسس منها فحاولى تفتكرى هو كل ايه عشان متحصلوش تانى .
تسائلت بقلق
طيب هو مصحيش ليه
هينام شويه من الأدويه ولما يصحى هيبقى كويس .
دلف إبراهيم للداخل ودلفت هى خلفه لغرفة الصغير ...
التف يوسف لسمر وهو يسألها
اومال الحاج فين
قالى الصبح إن عنده شغل مهم النهارده وهيتأخر .
تنهد براحه وقال
تمام بس متبقيش تقوليله حاجه عن عمرو عشان ميقلقش عليه .
التف ليخرج فانتبه ل نواره الجالسه بالجانب فنظر لها پصدمه متسائلا
أنت سيبتى الست لوحدها يا نواره
وقفت متجهه إليه وهى تقول
لأ طبعا أنا سيبت معاهم بليه وقلتلهم لو تعبت جامد يبعتوه ليا .
هتف وهو يخرج
تعالى أما نشوف وصلت لفين .
التاسعه مساء ..
خرج يوسف من غرفة الكشف بعد انتهاء آخر كشف لديه فوجد نواره جالسه تهفهف بأحد الجرائد بملل ..
خلاص كده يا نواره
وقفت سريعا وهى تقول
مبقاش غير الست الى بتولد .
هز برأسه باسما وقال
دى كرهتنى فى الطب والى عاوزينه .
دلف لها وهو يبتسم بيأس
يا مدام سهيله أنا طلع عينى فى حملك ده ده أنا لو كنت حملت أنا كان هيبقى أسهل !.
رد زوجها بابتسامه
معلش يا دكتور تعبناك معانا من أول الحمل .
رد يوسف بمرح
ياراجل دى جاتلى فى الخامس وإلا تولد وأقنعتها بالعافيه أنه مينفعش .
أومئ زوجها مؤكدا
هو احنا تقريبا كنا كل شهر فى نفس الموضوع ده وصړيخ برضو وده شكله الطلق وبتاع ده من أول التانى باين .
ضحكوا جميعا على حديثه فقالت هى بحرج
أنا أول حمل ليا وطول الحمل قلقانه ومتوتره اعمل ايه !
ابتسم لها يوسف بإطمئنان
متقلقيش يا مدام مش هتروحى النهارده غير بالعريس بين ايديك أنت بس جيت بدرى شويه يعنى أول ما حسيت بۏجع جيت بس إن شاء الله هانت .
بعد يومان ..
نواره ! سمر لسه مجتش من المدرسه .
قالها يوسف وهو يخرج من شقة أبيه صباحا فتفاجئ بنواره أمامه ..
عارفه أنا جاى للحاج منتصر .
قطب حاجبيه باستغراب
الحاج منتصر ! ودلوقت ليه
رفعت منكبيها بجهل وقالت
معنديش إجابه أنا لاقيت بليه من شويه بيخبط عليا وقالى الحاج عاوزك فى البيت .
أنتابه الفضول حول الأمر فرجع بظهره لداخل الشقه وهو يقول
طيب ادخلى نشوفه عاوز أيه لتكون فى مشكله ولا حاجه .
دلفت ورائه لمكتب أبيه الذى يتابع بعض أعماله الصباحيه كالعاده ..
هتف منتصر ما إن رآه
الله رجعت ليه يا يوسف
أشار ل نواره التى دلفت خلفه وقال
نواره جت بتقول أنك بعتلها .
نظر له منتصر بمكر وهو يقول
وأنت جاى معاها ليه
توترت ملامحه وهو يستمع لحديث أبيه فقال بتلجلج
أنا قولت يعنى يمكن فى مشكله ولا حاجه .
ابتسم الأول